Sunday, July 19, 2009

وذروا ظاهر الإثم وباطنه

تحوي الآية أمرا لكل مكلف من الإنس والجن وهو أمر صارم شديد الإيجاز يحرم كل ما يخالف مكارم الأخلاق وكل مستقبح ظاهر وباطن، ومن يكسب الإثم سيجزى بما اقترفته يداه ورجلاه وكذلك قلبه وما اقترفه باطنه..ووعيدا لمن لم يمتثل، بالجزاء والعذاب في الآخرة.من منا لا يبحث عن أشراق الوجه وسمو الروح وصفاء النفس ؟ إنها مجتمعة في القلب السليم..أهناك أمرؤ على الأرض سعيد .. قرير العين بلا هموم غير هذا الذي يعيش سليم الصدر، لا يعرف حسدا ولا يحمل غيظا، محباً للخير مستبشرا بالنعم تتنزل كالرحمات على غيره ، مشفقا على غيره إذا مسه سوء، داعيا الله ان يفرج عنه كربه؟إن أمة الصفاء والنقاء والعقيدة الخالصة والعبادات المطهِّرة والمعاملات الطيبة ، لم تكن لتبنى إلا على المحبة والألفة وفي نصوص السنة حرص النبي الخاتم على خير الأمم : (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا..) لن يكتمل إيمان إلا بإشاعة الحب..ولعلمه صلى الله عليه وسلم أن الضغائن والحسد والتقاطع يوهن الأمم ويضعفها شدد في قوله ؛ لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)..وعندما سئل عليه الصلاة والسلام أي الناس أفضل قال: ( كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد )..وسلامة الصدر وصفاء القلب أهم دعائم تماسك المجتمع الإسلامي ولو اخترق الأجسام فيرس الحسد والحقد والشحناء بين أفراد المجتمع إلا كان سبباً أساساً في هلاكه.ما أحوجنا لتلك الجلسة مع النفس، نخاطب فيها القلب ، نفتش في أركانه، بأي شيء ملأناه؟ أبالصفاء والنور والنقاء والرحمة والحب أم غير ذلك حفظكم الله..إن القلب الضعيف ليتساهل في استقبلال الأمراض فيجلب على صاحبه الهم والغم ناهيك عن حصد الآثام ولو تأمل صاحبه عاقبة التقوى في ناحية وعاقبة فساده من جهة أخرى لأراح نفسه وتفرغ إلى ما فيه مصلحته الدنيوية والأخروية وحصد حسنات كالجبال.(وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ )(يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ، إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)(وَالّذِينَ جَآءُو مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبَنَا اغفِر لَنَا وَلإخوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلاَ تَجعَل في قُلُوبِنَا غِلاً لِلّذِينَ ءَامَنُوا رَبَنَا إنّكَ رَءُوفٌ رّحِيم).وكان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم ..وأسألك قلبًا سليمًا..

No comments:

Post a Comment